منذ العام 2013، بدأت الشكاوى تتزايد على مدير قسم شؤون النزلاء في سجن الوثبة، مطر محمد البلوشي، بسبب القرارات التعسفية التي يصدرها بمنع أهالي المعتقلين من زيارة أبنائهم أو الاتصال بهم.
عائلة معتقل الرأي الدكتور محمد الركن، وبإحدى الزيارات المنتظمة في 29 يونيو 2013، فوجئت بمنع ابنها من استقبال الزيارات أو إجراء أي مكالمات هاتفية، وذلك بقرار صدر قبل يوم واحد على الزيارة من مطر -الذي كان نقيباً وقتها- كما أخبرها حراس السجن.
وتبين أن قرار مطر كان يشمل معتقلي الرأي الآخرين في سجن الوثبة، فإلى جانب الركن تم حرمان الدكتور محمد المنصوري وسالم الشحي وخليفة النعيمي وآخرين من الزيارات العائلية المنتظمة، في انتهاك صريح لأبسط قواعد معاملة السجناء التي يحميها القانون الدولي.
خلال تلك الفترة حرص مطر بصفته مديراً لقسم شؤون النزلاء في الوثبة على إصدار القرارات التي تحرم معتقلي الرأي من حقوقهم الأساسية مثل المكالمات الهاتفية أو الزيارات العائلية، ورغم تزايد الشكاوى من سلوكه بحرمانهم حقوقهم الأساسية، إلا أن السلطات الإماراتية كافأته وقامت بترقيته من رتبة نقيب إلى رائد.
ويبدو أن الترقية التي نالها مطر بعد انتهاكاته ضد معتقلي الرأي بشكل خاص وسجناء الوثبة بشكل عام، شجعته على التمادي، حيث كان الرائد، نجمَ التسجيلات التي سُربت للمعتقلة مريم البلوشي.
وكشفت البلوشي في تسجيلاتها عن شكوى تقدمت بها ضد مطر، الذي كان يعاقبها بالحبس الانفرادي ويحرمها من حقوقها الأساسية مثل الاتصال بأسرتها أو الزيارة، وهو الذي أرجع والدتها من على بوابة السجن في 29 أبريل 2018، بحجة أن مريم ممنوعة من الزيارة حسب قوله، لكن القاضي رفض الاستماع لشكوى المعتقلة بالقول "أعتقد أن كلامك غير صحيح".
كما قالت مريم في أحد تسجيلاتها، إن الرائد مطر يلجأ إلى العنف والضرب أحياناً، ويستخدم أسلوباً قاسياً جداً في التعامل مع السجينات، مشيرة أنه حينما سألته سجينة مغربية عن العفو، قام بركلها وقال لها "أمثالك لا يستحقون العفو".
وقد تواصل "مركز مناصرة معتقلي الإمارات" مع إحدى السجينات السابقات -التي طلبت عدم الكشف عن هويتها-، وأكدت قصة السجينة المغربية وأن اسمها (هـ.م)، موضحة أن مطر وضباطاً آخرين قاموا بضربها دون رأفة.
وقد أشارت السجينة السابقة أن الرائد مطر كان يتعمد التعامل مع النساء بقسوة وضربهن وركلهن وتهديدهن، لأنهن فئة ضعيفة سهلة الاستهداف، مشيرة إلى أن جميع السجينات كنّ يكرهن التعامل معه لتعمده حرمانهن من الزيارات أو الاتصالات الهاتفية دون سبب، مرجعة الأمر إلى معاناته "عقدة خاصة من النساء".
وقد علم "المركز" أن الرائد مطر البلوشي تم نقله من سجن الوثبة بعدما تزايدت الشكاوى ضده وباتت تشكل إحراجاً للسلطات الإماراتية وإدارة السجن.